نافذة - غزة: ذهبوا لجلب الخبز فعادوا جثثاً.. ومشاهد مرئية توثق وحشية الاحتلال الإسرائيلي

كانوا في طريقهم فرحين للحصول على الطحين وتذوق طعم الخبز الذي كادوا ينسون طعمه، إلا أنهم عادوا لأسرهم جثثاً مخترقة الرصاصات صدورهم.

هذا ما حدث مع مجموعة كبيرة من الفلسطينيين في غزة، إذ وثقت مشاهد مرئية لحظات فتح قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على مجموعة من المدنيين الأبرياء أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات الغذائية، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

المجزرة التي باتت تعرف باسم "مجزرة الطحين"، صارت حديث الساعة لبشاعة ووحشية ما ارتكبه جنود الاحتلال في حق الأبرياء العُزل، وقتلهم بدم بارد أثناء محاولتهم الحصول على القليل من الدقيق والطحين لسد رمقهم ورمق عائلاتهم.

ويعرض المقطع المرئي المتداول لحظات من لتلك المشاهد البشعة، من إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه الفلسطينيين في أثناء انتظارهم وصول المساعدات شمال غزة.

وحاولت تل أبيب التنصل من مسؤوليتها عن مقتل هؤلاء الأبرياء، مدعية أنهم أصيبوا وتوفوا نتيجة "التدافع" و"الدهس"، خلال محاولتهم الحصول على المساعدات.

ووفقاً لما أعلنه مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فقد أسفرت "مجزرة الطحين" عن استشهاد 104 أشخاص وإصابة 700 آخرين.

وقال "المكتب": إن الاحتلال ارتكب هذه المجزرة المروعة مع سبق الإصرار في إطار الإبادة الجماعية لأهالي القطاع، حيث كان يعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة للحصول على مساعدات، لكنه قتلهم بدم بارد.

من ناحيته، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن تحقيقاته الأولية بشأن مجزرة الاحتلال في شارع الرشيد في غزة، أثبتت أن "عشرات الضحايا خلال تسلم المساعدات الإنسانية غرب غزة فجر الخميس سقطوا جراء إصابتهم برصاص أطلقه الجيش الإسرائيلي".

كما أشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يحاول التنصل من مسؤوليته عن الجريمة المروعة بنشر مقطع فيديو جوي مجتزأ والادعاء أن التدافع والدهس كانا سبب قتل هذا العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين".

ودان أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة في بيان، المجزرة الإسرائيلية في شمال غزة، مجدداً دعوته للوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار، وكرر الدعوة لاتخاذ خطوات عاجلة لضمان دخول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة وبجميع أنحاء القطاع ووصولها لجميع المحتاجين.

فيما وصف البيت الأبيض، إطلاق النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في مدينة غزة بالحادث الخطير، بينما يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلف أبواب مغلقة، لمناقشة الحادث وآخر التطورات في غزة، بناءً على طلب الجزائر.