ثقافة : التنسيق الحضارى يستعرض أهم الحدائق ذات الطابع المعمارى المتميز ومقوماتها

نافذة على العالم - قدم الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، الدليل الإرشادى لأسس ومعايير التنسيق الحضارى للحفاظ والارتقاء وإدارة الحدائق ذات الطابع المعماري المتميز، وذلك لأنها تعد مزيجًا متفردًا بين التصميم المعماري الراقي والغنى النباتي الفريد، وقد لعبت هذه الحدائق دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية والثقافية على مدار العصور، وارتبطت في كثير من الأحيان بتاريخ المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية.

يمكن تصنيف الحدائق ذات الطابع المعماري المتميز في مصر إلى عدة أنواع، وفقًا لوظيفتها وموقعها وطبيعة استخدامها، وهي..

الحدائق النباتية، التي تهدف إلى عرض أنواع نباتية متنوعة وتضم مجموعات نادرة، مثل حديقة الأورمان.

الحدائق الملحقة بالقصور أو الجامعات أو المتاحف، مثل الحدائق الموجودة داخل قصور محمد علي أو القصر الجمهوري.

الحدائق المتخصصة، مثل حديقة الحيوان وحديقة الأسماك، التي تركز على جانب علمي وتعليمي بالإضافة إلى الترفيه.

الحدائق المستقلة، التي أنشئت كمناطق ترفيهية عامة أو مناطق خضراء داخل المدن.

تتميز هذه الحدائق بمجموعة من العناصر المعمارية والنباتية التي تجعل منها معالم استثنائية، منها:

النباتات النادرة.. مثل نبات خف الجمل المعروف علميًا باسم Bauhinia monandra، وهو نبات دائم الخضرة يزهر في فصلَي الخريف والشتاء بأزهار وردية جميلة، ويُعد من أبرز معالم حدائق القناطر الخيرية.

النباتات المعمرة.. والتي تتواجد بكثافة في حديقة الأورمان، وتُعد من أقدم وأشهر الحدائق النباتية في مصر.

أنواع نادرة من الأشجار والشجيرات.. مثل Pistacia terebinthus (الفستق التربنتيني) الموجود في حديقة الزهرية، وهو من الأنواع النادرة في البيئة المصرية.

التكوينات المعمارية.. وتضفي طابعًا جماليًا خاصًا على الحدائق، مثل الكهوف الصناعية، الجبلايات، التُبّات الطبيعية أو المصنوعة يدويًا، بالإضافة إلى الصوب الزجاجية لزراعة النباتات الاستوائية. من أشهر هذه التكوينات الجبلاية في حديقة الأسماك، والتي تُعد من أروع الأمثلة على دمج العمارة بالطبيعة.

البعد التاريخي.. فبعض الحدائق تحمل قيمة تاريخية وثقافية كبيرة، مثل حديقة الأزبكية، التي تُعد من أقدم حدائق القاهرة، وارتبطت بتاريخها الحضري منذ القرن التاسع عشر.

البعد السياحي.. بعض هذه الحدائق تحول إلى مزارات سياحية بارزة، مثل حديقة المنتزه في الإسكندرية، التي تجذب الزوار بجمال موقعها على البحر الأبيض المتوسط، وتنوعها النباتي والمعماري.

ويهدف هذا الدليل بشكل عام إلى وضع الأسس والمعايير الخاصة بالتنسيق الحضاري، من أجل الحفاظ على الحدائق ذات القيمة المعمارية والتراثية والارتقاء بها، وضمان إدارتها بشكل فعّال يضمن استدامتها.

كما يسعى الدليل إلى تحقيق أعلى مستوى من الأداء فيما يخص حماية هذا التراث، وجعله في متناول جميع الأطراف المعنية، من خلال التنسيق بينها وتوحيد المفاهيم، بما يضمن الحفاظ على الحدائق ذات الطابع المعماري المتميز، ويدعم استمراريتها كعنصر فاعل في المشهد الحضري والثقافي للمدينة.

الشجر

الحدائق

تأكيد مفهوم التنسيق الحضاري في الحفاظ على المستوى الجمالي والمعماري للمباني والمناطق والحدائق ذات الطابع المعماري المتميز، وتعريف الحدائق ذات الطابع المعماري المتميز، وتوضيح أهميتها التراثية والاقتصادية والاجتماعية في سياق البيئة الحضرية، ووضع منهجية لرصد وتسجيل وتوثيق هذه الحدائق، بما يعكس قيمتها، وحالتها الراهنة، وخصائصها البيئية والعمرانية، والمحيط العمراني الذي تنتمي إليه.

تحديد أساليب التعامل مع الحدائق ذات الطابع المعماري المتميز، تبعًا لظروف كل حديقة، مع مراعاة القيمة التاريخية والسياقية لكل منها، وضع منهج لإدارة عملية الحفاظ على هذه الحدائق، يشمل مبادئ المشاركة المجتمعية والتخطيط المستدام والتكامل بين الجهات المعنية، تقديم توجيهات إرشادية شاملة للحفاظ على الحدائق ذات الطابع المعماري المتميز، لضمان صيانتها وتطويرها بما يتماشى مع هويتها الثقافية والمعمارية.