الثلاثاء 4 فبراير 2025 06:07 مساءً
نافذة على العالم - أقام بيت الشعر العربي فى القاهرة تحت مظلة صندوق التنمية الثقافية أمسية شعرية عالمية، بالتعاون مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 56، تحت شعار "ليلة الشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر"، الذي يعد رائدا من رواد الشعر العراقي، والذي توفي عام 2022 تاركا وراءه إرثا أدبيا زاخرا بالإبداع، وموزعا بين الدواوين الشعرية والروايات والترجمات.
وقد حضر الأمسية التي شارك فيها شعراء عرب وأجانب، حشد من المبدعين والنقاد والشخصيات الثقافية المصرية والعربية؛ ومن بينهم الشاعر المصري الكبير عبد المعطي حجازي.
وافتتحت القراءات الشعرية، الشاعرة الجزائرية الدكتورة حنين عمر، التي تحدثت عن حسب الشيخ جعفر الذي عرفته شخصيا، ووصفته بأنه كان يجمع بين الأخلاق العالية والإبداع المميز، كما قدمت الشكر لمصر على استضافتها لهذه المبادرة، وصرحت حصريا لليوم السابع قائلة: "لقد كانت مصر دائما منبع الإبداع والثقافة والفنون منذ فجر التاريخ، وكانت على مر الزمان حاضنة لكثير من المواهب العربية والأجنبية، سواء كان ذلك في السينما والغناء أو في الشعر والأدب، وهذا جعلها بيئة إبداعية كوسموبوليتانية، ومنحها زخما ثقافيا لا يوجد في غيرها من البلدان، فأصبح لها بذلك خصوصية حضارية فريدة تمزج بين الأصالة والانفتاح على العالم، وإن استضافتها اليوم لهذه الفعالية العالمية في بيت الشعر إنما هو دليل على ذلك".
وبدأت الدكتورة حنين عمر قراءتها بقصيدة عن موضوع بعيد عن المألوف، صاغته في شكل قصة شعرية، تحدثت فيها عن رحيل الشعر وعودته، أو ما يسمى في علم النفس بحالة "قفلة الكاتب"، وكان مطلعها:
سلام لصمتي الذي
في البلاغة
كان اختصار الكلام
سلام لشعري الذي
غاب عني، وأفلت مني
وضيعني في فراغ الزحام.
ثم قرأت قصيدة من نوع "التدوير" وهو نوع من أنواع الشعر الموزون الذي كان الشاعر حسب الشيخ جعفر من رواده، والتي أهدتها إليه لتشجيعه لها على كتابة هذا النوع، وكانت أجواؤها تمزج بين عمق الفلسفة وفيض العاطفة، فقالت فيها:
فاستمع...!
للأغنيات التي أنشبت عطرها في دمي،
ثم حزّت جراحي على رسلها،
واستفاضت
بوصف الحنين الذي لا يموتُ،
وليس يُصادف في المدن المشتهاةِ انهمار الشموس ووهج المطر.
وختمت قراءتها بقصيدة عمودية شاعرية، صاغت معاني الحب في صور مستوحاة من جماليات الطبيعة ورؤى الكون، ومما جاء فيها:
وَأَنْتَ المَوانِي إذَا هَاجَ بَحْرٌ
مِنَ الدَّمعِ فِي ظُلْمةٍ واشْتِبَاكْ
إِلَيْكَ أَقُودُ مَرَاكِبَ رُوحِي
لِأَنْجُو أَلَا إِنَّ رُوحِي فِدَاكْ
فِدَاكَ السَّمَاوَاتُ والأَرْضُ سَبْعًا
وكُلُّ الَّذِي بَيْنَ هَذَا وذَاكْ
وجدير بالذكر أن الدكتورة حنين عمر، من الشخصيات الثقافية البارزة عربيا، ولها أعمال في مجال النقد والترجمة والفنون، حيث كانت ضمن قائمة النساء الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط لجهودها في نشر الثقافة العربية وحوار الحضارات، إضافة لكونها سيناريست وكاتبة أغاني وتعاونت مع أهم المطربين العرب والعالميبن، ومنهم كاظم الساهر وستيفي وندر، وهي أيضا أول شاعرة عربية تدخل عالم هوليوود من خلال نص باللغة العربية، في فلم "الصخب الأمريكي" الذي ترشح لعشرة أوسكارات ونال ثلاث جوائز جولدن جلوب.

جانب من الندوة

الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي

الدكتورة حنين عمر
المصدر : ثقافة : حنين عمر فى أمسية العالم ببيت الشعر العربى: مصر منبع الإبداع منذ فجر التاريخ