الخميس 9 يناير 2025 06:01 مساءً
نافذة على العالم - مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عربي ودولي
148
الدوحة تقود جولة مفاوضات غير عادية..الغزيون يترقبون مفاوضات وقف الحرب
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي
خلف غبار الحرب الذي يلف غزة، تلوح أجواء تفاؤلية من الدوحة، وإن لم يسبر أحد أعماق وخبايا المباحثات الجارية وما سيتمخض عنها، وفيما ينصب طوفان من قراءات المحللين والمواكبين، بأن الاتفاق بات وشيكاً، لا سيما مع قرب تسلم الرئيس ترامب مفاتيح البيت الأبيض، فإن ثمة من يقرأ في فنجان الماراثون التفاوضي، بأن ثمة أفخاخا محتملة، قد تظهر في طريق الاتفاق. ويرجح مراقبون أن يظل الاتفاق لصيقا بـ20 يناير الجاري، أقل أو أكثر قليلاً، وحتى يتضح الرسم البياني لوعد ترامب المسبق بوقف الحرب، وعليه ستظل الأسئلة الأكثر شيوعاً في الشارع الفلسطيني: هل بات اتفاق وقف الحرب في متناول اليد؟ وهل تنجح المساعي الدبلوماسية على أعتاب تنصيب الرئيس ترامب؟ أسئلة طبعت المباحثات الدائرة حالياً في الدوحة، لكن الإجابة عليها تبدو تائهة، في ظل مخاوف من أن تبلغ مناورات نتنياهو أوجها في ربع الساعة الأخير. وإذ تحظى المفاوضات الجارية بقوة دفع ثلاثي (قطري، مصري، أمريكي) وترتكز على أسرى الجانبين، إلا أن هذه القضية المحورية لم تصل إلى خط النهاية، فكيان الاحتلال يصر على أسماء الرهائن (الأحياء منهم والأموات) فيما حركة حماس تحتاج لوقف نار مؤقت لمدة أسبوع، لخلق مساحات آمنة، تمكنها من التواصل مع الفصائل الآسرة، والخروج بالمعطيات المطلوبة.
وتنتظر الأطراف السياسية في الدوحة، موقفاً من الكيان بالموافقة على الاتفاق كي يتم توقيعه، لأن البديل هو الذهاب إلى عملية تبادل أسرى شاملة، بحيث تشمل جميع الرهائن الإسرائيليين، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحرب، بانسحاب تدريجي لجيش الاحتلال من قطاع غزة، حتى لو استغرق هذا بعض الوقت، على غرار الاتفاق مع لبنان. وبمعزل عما يقال في قراءات المراقبين، أو يسرّب من مباحثات الدوحة، فالاتفاق على صفقة التبادل ووقف الحرب لا زال على الورق، ويحتاج لخرائط توضح أين ستنسحب قوات الاحتلال وأين ستتموضع، إذ عدم وضوح المواقع الجديدة لها ستؤثر على وقف إطلاق النار، وكذلك على عودة النازحين، وهنا «مربط الفرس» بالنسبة للطرفين.
وتبقى مباحثات الدوحة الحالية «جولة فوق عادية» وينظر إليها كحد فاصل في توقيتها ومضمونها، فهي تأتي كمكمّل لمسار تفاوضي طويل تخلله عض أصابع، وسد فجوات، لكنه ظل يترنح تحت ضربات حرب مدمرة، يخشى أن تستمر طويلاً. ومع ارتفاع وتيرة التكهنات، هل تكون مباحثات الدوحة خاتمة لعشرات الجولات وتتكلل بالاتفاق؟.. سؤال لا يضاهيه غيره في غزة، التي تترقب وقف حرب دمرتها وأنهكت قواها.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار العالم : هل اقتربت جهود وقف الحرب في غزة من خط النهاية؟